الأصل أن حكمة الكهولة والمشيب حاكمة، لذا لم يُبعث نبي برسالته قبل سن الـ 40، وهي السن التي خصها الله بالذكر في الآية (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً)، وأي دعاوى داخل أحزاب أو جماعات أو دول لإفساح المجال للشباب بشكل مُوسّع وتنحية جيل كبار السن بحجة الفشل أو التغيير هي دعاوي مُفسدة، تصادم الفطرة وطبائع الأمور.
فإذا تساوت مؤهلات الإمامة كافة، كان السن عنصر تفضيل ولاشك، لتوافر عنصر الخبرة غير القابل للقياس إلا من خلال التجربة العملية..
وإن كان مايساق صحيحًا من أمثلة كـ تولي سيدنا "أسامة بن زيد" لجيش الصحابة الكرام في سن صغيرة، فهذه استثناءات لا تُعمم، لا توضع لها قواعد ولوائح، ولا يمكن تحويلها إلى "منظومة اجتماعية"، وإنما تُساق لتحفيز الشباب ورفع الهمة للعمل والبذل..