الثلاثاء، 13 يوليو 2021

بين حلّ «شورى» الإخوان بتركيا ووفاة «الظواهري».. حتمية اندماج خلايا «حسم» و«القاعدة»



كتبه: علي الصياد 

شهدت ساحة «الجماعات الإسلامية العاملة» خلال الأشهر القليلة الماضية، العديد من الأحداث والمُتغيرات الجوهرية، نضع على رأسها حدثين رئيسيين، وهما: حل جماعة الإخوان المُسلمين لمكتبها الإداري في تركيا ومجلس الشورى، ومن قبل ذلك تناقل وكالات عالمية أنباء عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري.

وبطبيعة الحال يستتبع حل شورى الإخوان بتركيا، حركة خروج لأعداد كبيرة من أعضاء الجماعة من تركيا إلى دول أخرى سواء كانت أوروبيا أو آسيوية، يشمل ذلك الأعضاء المنتسبين لحركة سواعد مصر «حسم» والتي أدرجتها الخارجية الأميركية كمنظمة إرهابية في شهر يناير الماضي.


الخارجية الأمريكية تعزز العقوبات على حسم وقادتها

في مطلع هذا العام أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها عززت من العقوبات على حركة سواعد مصر «حسم» من خلال إدراج الحركة كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، كما أدرجت كلا من «يحيى السيد إبراهيم موسى» و«علاء على علي محمد السماحي» على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص كقائدين في الحركة.


وفاة صاحب «الحصاد المُر».. والفراغ التنظيمي بالقاعدة

وفقا للشرق الأوسط والعديد من وكالات الأنباء العالمية تُوفي زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، البالغ من العمر 69 عاماً، في أفغانستان على الأرجح لأسباب طبيعية، حسبما أفادت به عدة مصادر في باكستان وأفغانستان، بعد أيام من انتشار أخبار عن وفاته على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعيش تنظيم القاعدة حاليا حالة من الفراغ التنظيمي لاسيما بعد وفاة الظواهري، ومن قبله «أبو محمد المصري» الرجل الثاني في التنظيم، والذي تم استهدافه منذ وقت قصير برفقة ابنته مريم زوجة حمزة بن لادن في إيران أكتوبر الماضي على يد عملاء إسرائيليين، فضلا عن حسام عبد الرؤوف «أبو محسن المصري» المسؤول الإعلامي للتنظيم في الشهر ذاته.

فهل تقودنا تلك المتغيرات إلى حتمية الإندماج بين خلايا حركة حسم النازحة من تركيا وبين تنظيم القاعدة الذي يعيد بناء شبكته بعد انسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان؟!


سابقة تاريخية: (التحالف بين قاعدة بن لادن وحركة الجهاد الإسلامي المصرية)

تجدر الإشارة إلى أن نهايات التسعينات من القرن الماضي شهدت في ظل أوضاع شبيهة، اندماج تنظيم القاعدة الذي نشأ في أفغانستان بقيادة الشيخ أسامة بن لادن مع تنظيم الجهاد الإسلامي المصري الذي نزح من مصر بزعامة أيمن الظواهري.

وتجلّى هذا التحالف في 23 فبراير 1998، حينما شارك كل من الشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وعدد من القيادات الإسلامية، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين».


تحذيرات استخبراتية غربية من إعادة القاعدة لبناء شبكتها 

بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان

وحذرت تقارير استخبراتية غربية عن عودة تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية حول العالم في الفترة المقبلة، ففي تقرير بعنوان «شبح عودة تنظيم القاعدة تخيم على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية» لفرانك غاردنر مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية قال محلل شؤون الأمن والإرهاب الدكتور ساجان غوهيل:"إن انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو معها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى".

وفي ذات السياق أشارت تقديرات جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني «بي إن دي» وفقا لـ «الشرق الأوسط» إلى أن الخطر الذي يمثله تنظيما «القاعدة» لم يتراجع، حتى بعد مضي ما يقرب من 20 عاماً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة. وفي تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية، قال رئيس الجهاز برونو كال: "ليس لدينا في الوقت الراهن أي مدعاة لإطلاق صافرة الأمان".


أميركا ترصد 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن قيادي مصري بـ«القاعدة»

كما أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن «إبراهيم البنا»، القيادي المصري البارز في تنظيم القاعدة، الموجود باليمن.

تشير المعلومات إلى أن إبراهيم البنا، المعروف أيضاً باسم أبو أيمن المصري، هو قائد أمني في قيادة «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية. وأيضاً مؤسس جهاز المخابرات التابع للقاعدة، وهو المسؤول الأول عن العديد من العمليات بدءاً من تفجير المدمرة كول مروراً باستهداف السفارة الأميركية بصنعاء عام 2008، وصولاً إلى عملية القاعدة العسكرية في ولاية فلوريدا الأميركية.

وقد فر إبراهيم البنا عام 1993 الى اليمن أثناء ملاحقة الشرطة المصرية لأعضاء تنظيمي «الجهاد الإسلامي» و«طليعة الفتح» التي بدأت عام 1992. ثم انتقل بعدها من «الجهاد الإسلامي» إلى «تنظيم القاعدة»، بعد أن أسسها زعيمها أسامة بن لادن.


وختاما نعيد صياغة الفكرة الأساسية محور المقال فنقول: 

هل تقودنا تلك المتغيرات إلى حتمية الإندماج بين خلايا حركة سواعد مصر «حسم» النازحة من تركيا بعد حلّ مجلس شورى جماعة «الإخوان المسلمين»، وبين تنظيم «القاعدة» الذي يعيد بناء شبكته بعد انسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان، وذلك على غرار تحالف نهاية التسعينات بين «القاعدة» و«الجهاد الإسلامي»؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رئيس مجلس مسلمي أوروبا: لم نشارك في اختيار "صلاح عبدالحق" قائمًا بالأعمال

نوافذ إعلامية: أكد "عبدالله بن منصور" رئيس مجلس مسلمي أوروبا أن المجلس لم يشارك في اختيار د. "صلاح عبدالحق" قائمًا بأعما...